Report a problem
بين التدريس والترجمة والإرشاد السياحي

التداخل بين 3 مهن: الترجمة، التدريس، والإرشاد السياحي

أنا أعمل مدرس لغة إنجليزية ولي خبرة 5 سنوات في مجال التدريس، هل يمكنني العمل في مجال الترجمة؟

هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تتردد علينا في استشارات الترجمة، حيث يجيد المتسائل لغة ما ولديه خبرة في مجال عمله ويريد التحول لعمل جديد يتطلب إجادة نفس اللغة، فهل تؤهله خبرته السابقة في الانتقال لهذا المجال الجديد؟

التدريس والترجمة والإرشاد السياحي

ثلاث مهن يجمعهن عامل مشترك وهو إجادة اللغات، ولوجود هذا العامل المشترك يعتقد البعض أنه يمكن لأي منهم امتهان مهنة الآخر متى شاء فقط لأنه يجيد اللغة. ولكن في الواقع فإن الأمر ليس بهذه البساطة، فلكل مهنة من المهن الثلاث مهارات وأساليب خاصة يجب تعلمها وإجادتها حتى تحترف المهنة.

الإرشاد السياحي

التدريس والترجمة والإرشاد السياحي
التدريس والترجمة والإرشاد السياحي

فعلى سبيل المثال فالمرشد السياحي يجيد اللغة تحدثا وفهما كأهلها، ويجيد مهارات التواصل مع الآخرين، ويجيد أيضا عدة لهجات، ولكنه إن أراد العمل كمترجم فسيكون عليه تعلم مهارات الحاسب الآلي التي لا يعلم عنها شيئا كونه يعمل في مجال الإرشاد السياحي الذي لا يتطلب بطبيعة الحال خبرة كبيرة في مجال الحاسب الآلي، وسيكون عليه مراجعة قواعد اللغة التي قد لا يقيده عمله كمرشد سياحي على استخدامها بدقة. وهكذا أيضا إن أراد العمل كمدرس، فسيكون عليه تعلم أساليب التواصل مع الطلاب وكيفية توصيل المعلومة، بالإضافة للتحلي ببعض الصفات كالصبر والرفق الزائد خاصة لو كان يتعامل مع صغار الطلاب.

الترجمة

الترجمة
الترجمة

وكذلك الأمر بالنسبة للمترجم، فعمل المترجم مختلف كلية عن عمل المرشد السياحي والمدرس. فبينما يتطلب عمل الإرشاد السياحي والتدريس التواصل مع الآخرين سواء كانوا من السائحين أو الطلاب، فإن المترجم لا يتواصل غالبا إلا مع حاسبه الآلي وقواميسه والعالم الافتراضي. فبينما يدور المرشد السياحي كل يوم في مكان جديد ومع أوجه جديدة، يجلس المترجم طوال اليوم على مكتبه وإن انتقل فإنه ينتقل من غرفة لأخرى أو من مكتب لآخر.

التدريس

التدريس

أما مدرس اللغة فهو يمتلك مهارات التدريس والإلقاء وشرح المعلومة والتفاعل مع الآخرين وتكرار المعلومات، ولكنه يفتقر لمهارات استخدام الحاسب الآلي ومهارات إجادة التحدث باللغة. وكذلك إن أراد المترجم التحول لمهنة الإرشاد السياحي، فسيكون عليه التدرب على اللغة تحدثا وإجادة مهارات التواصل مع الآخرين.

إذن، فالأمر لا يتوقف فقط على إتقان اللغة، فلكل مهنة مهارات خاصة وخصوصيات يجب على المرء تعلمها وإجادتها وصقل نفسه بها قبل البدء في التحول من مهنة لأخرى.

وعلى مجيد اللغة تطوير نفسه باستمرار وجمع العديد من المهارات التي تؤهله للعمل في عدة مجالات، وقد رأينا العديد من النماذج الناجحة التي عملت في الثلاث مهن وغيرها أيضا كخدمات الدعم في الشركات العالمية، وأيضا ممن عملوا في مجال الدعوة الإسلامية بعد استكمال ما ينقصهم من علم شرعي ودعوي.

اترك تعليقاً

Scroll to Top