تُعد الجودة العالية أحد أهم عوامل النجاح في تخصص الترجمة الإسلامية. فالوصول لأعلى جودة يجب أن يكون هدفًا لمن يعمل في مجال الترجمة الإسلامية، وهو هدف ليس سهلًا على الإطلاق، فهو يحتاج إلى مستوى عالٍ جدًا من الاهتمام والالتزام والتعلم المستمر والتطور.
إدارة عملية الجودة
وللوصول لهذا الهدف، تحقيق أعلى جودة في مجال الترجمة الإسلامية، يجب المرور بعدة مراحل والتي قد تصل لأربع أو خمس مراحل من الجودة، حيث لا يمكن الوصول لأعلى جودة من خلال تطبيق مرحلة أو مرحلتين كالترجمة والمراجعة فقط. وهذا ما يطلق عليه “عملية إدارة الجودة”، وهي عامل رئيسي للنجاح في هذا المجال دقيق التخصص.
مراحل الوصول لأعلى جودة
وقد أسسنا في مجموعة الأندلس للترجمة الإسلامية عملية خاصة لإدارة الجودة، تضمن لنا الوصول لأعلى جودة ممكنة وتحقيق رسالتنا كأفضل من يترجم كنوز الحضارة الإسلامية إلى لغات العالم، وينقل علوم الأمم الأخرى إلى اللغة العربية، بأعلى جودة، ومن خلال توظيف أكفأ العناصر، وبواسطة أحدث الوسائل التقنية للوصول إلى قمة الإتقان.
وتتمثل عملية الجودة في الترجمة لدينا في المراحل التالية:
- الترجمة
- المراجعة
- التدقيق اللغوي والشرعي
- ضمان الجودة
- ثم عرض العمل بأكمله على قارئٔ خارجي لم يعمل في المشروع ليقرأ العمل في شكله النهائي قبل عرضه على الجمهور، وذلك للحصول على تعليقاته إن وجدت وتحسين الترجمة.
وهذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على مستوى الجودة المطلوب في هذا المجال الفريد.
طبيعة الترجمة الإسلامية
يعود سبب أهمية الجودة العالية في الترجمة الإسلامية إلى طبيعة النصوص المتداولة، فهي نصوص مقدسة في أغلب الأحيان، يتوقف عليها دين القارئ. لذلك، يجب أن نتأكد من أن عملية الترجمة لم تؤثر على النص الأصلي. فيجب على المترجمين توخي الحذر عند التعامل مع هذه النصوص، والتأكد من فهم واستيعاب النص الأصلي تمامًا، وهذا غالبا يستلزم دراسة العلوم الشرعية حتى يستطيع المترجم فهم العمل بالكامل، وهي ميزة قد لا تتوفر لكثير من المترجمين، ما يجعلهم يجدون صعوبة في فهم بعض النصوص المتخصصة جدا مثل الفقه والعقيدة والتفسير.
ولحل هذه المعضلة، نوظف في مجموعة الأندلس للترجمة الإسلامية خبيرًا في النصوص الإسلامية، ويُدعى باحثًا شرعيًا، وهو يعمل على تقديم المشورة للمترجمين والمراجعين والمدققين العاملين في كل مشروع ومساعدتهم على فهم ما يشكل عليهم من نصوص، وذلك لحرصنا الشديد على الوصول لأعلى جودة في هذا التخصص.
التعلم المستمر ضروري للحصول على أعلى جودة
ولإيماننا العميق بأهمية التعلم المستمر وبأن التعلم لا يتوقف عند مرحلة معينة وبأن المترجم يمكنه سد أي نقص ومواكبة التطور المستمر والسريع في عالم الترجمة، تقدم جامعة مجموعة الأندلس دورات متخصصة في الترجمة الإسلامية ودراسة العلوم الشرعية و نشجع المترجمين لدينا على أخذ هذه الدورات لاستكمال تأهيلهم وللتأكد من أن لديهم معرفة عميقة بالنصوص الإسلامية التي يتعاملون معها.
وبعد حصولهم على دبلومة الدراسات الإسلامية، نقوم بترقيتهم ليكونوا مراجعين شرعيين أو مصححين لغويين، وهو ما يكون إضافة جديدة إلى حياتهم المهنية، وإلى عملية الجودة التي تعتمد على الموارد الماهرة المشاركة فيها.
أحدث تقنيات الترجمة
هناك طريقة أخرى نستخدمها للوصول لأعلى جودة ممكنة، وهي استخدام أحدث تقنيات الترجمة، والتي تسهل عمل المترجمين والمراجعين والمدققين ومراقبي الجودة، حيث يمكنهم بسهولة التعرف على الأخطاء أو الاختلافات، واتباع نفس القواعد والتعليمات التي نقدمها لهم.
أهمية دليل الأسلوب في عملية الجودة
ومن الأدوات الأساسية الأخرى التي نستخدمها للوصول لأعلى جودة هي عمل دليل أسلوب لكل لغة، يحتوي على تعليمات وإرشادات يجب اتباعها أثناء عملية الترجمة الإسلامية، فيشمل طريقة التعامل مع الآيات القرآنية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والطريقة الموحدة للكتابة الصوتية للحروف العربية.
يساعد دليل الأسلوب على توحيد النسق الذي يستخدمه الفريق بأكمله في جميع المشاريع التي يتعاملون معها. ولمزيد من الدقة والجودة، نقوم في بعض الحالات بعمل دليل أسلوب لكل مشروع إذا كان ذا طبيعة خاصة ويلزمه المزيد من الإرشادات.
التحسين المستمر
بعد كل هذا العمل والجهد، يجب أن نكون منفتحين على أي تعليقات أو ملاحظات من العملاء أو الخبراء أو القراء (المشاهدين)، والتعامل مع كل تعليق أو تعقيب كفرصة لتحسين الجودة والعمل.
فنحن نسعى للوصول لأعلى جودة ممكنة في هذا النوع الخاص جدًا من الترجمة، حيث ننقل علومنا الإسلامية وديننا إلى الأمم الأخرى، وفقط التفكير بهذه الطريقة سيسهل عليك قضاء ساعات وساعات في محاولة الوصول إلى جودة عالية ترضي الله سبحانه وتعالى ثم أنفسنا وعملائنا وقراءنا.
كانت هذه لمحة موجزة عن هذا أهمية الجودة العالية في الترجمة الإسلامة وكيفية الوصول لها، وهي هدف نسعى دائمُا لتحقيقه في هذا التخصص بشكل خاص وفي جميع المجالات بشكل عام.