التعلم المستمر أداة رئيسية من أدوات نجاح المترجم، حيث يمكنك من اكتساب خبرات جديدة كل يوم. فمهنة الترجمة تمكنك من محاكاة كل المجالات التي تعمل في ترجمتها. فعلى سبيل المثال، عندما تعمل في مجال الترجمة الإسلامية، فستجد نفسك تكتسب معرفة أفضل في العلوم الإسلامية مثل: علوم القرآن، والحديث، والعقيدة، والفقه، والتاريخ الإسلامي، واللغة العربية، وغيرها من هذه العلوم الشريفة. وكذلك عندما تعمل في الترجمة القانونية أو الطبية أو غيرها فستكتسب قدر كاف من المعرفة في هذه المجالات.
ولكن هل مجرد الترجمة فقط تكفي لمحترف يتطلع للوصول إلى مستويات عالمية؟
الجواب هو: لا. فالترجمة فقط ليست كافية على الإطلاق، ولكن يوصى بشدة بالتعلم الذاتي وبأخذ دورة متخصصة أو تدريب في هذا المجال حتى تتمكن من إتقان الترجمة من خلال معرفة المصطلحات المستخدمة والمعنى الدقيق لكل نص تتعامل معه.
فإذا اتخذت قرارك بالتخصص في مجال معين، فمن الأفضل أن تكون لديك معرفة مفصلة بهذا المجال، حيث سيسهل ذلك عليك عملك كثيرا وسيساعدك على أن تكون خبيرًا في هذا التخصص. فالحصول على شهادة وخبرة في أي مجال من مجالات الترجمة سيمنحك ميزة كبيرة، وستكون موردًا مرغوبًا فيه لدى شركات الترجمة التي تبحث عن مترجمين مهرة يتمتعون بتعليم وخبرة جيدة ومتخصصين في مجالاتهم.
الإعداد هو مسؤوليتك الرئيسية
إذا كنت محظوظًا، ستقدم لك شركة الترجمة التي تعمل معها التدريب المطلوب لتحقيق مستويات عالية الجودة، ولتطوير حياتك المهنية في نفس الوقت. ستكون فرصة ممتازة لك يجب عليك استغلالها، وبذل قصارى جهدك للاستفادة منها.
وكونك جزءًا من هذه المؤسسة سيمنحك الفرصة للتعمق في عالم الترجمة، حيث يمكنهم أيضًا تقديم تدريب على التقنيات الجديدة المتاحة في السوق. حيث تعتبر التكنولوجيا أيضًا عنصرًا مهمًا جدًا في أعمال الترجمة؛ لذا يجب أن تكون قادرًا على التعامل مع جميع التقنيات الجديدة المستخدمة في الترجمة والتي تضيف الدقة والجودة إلى عملك.
التعلم المستمر وسيلتك لتكون جاهزا باستمرار
ومن غير المقبول على الإطلاق أن يرفض المترجم المحترف أعمال الترجمة بسبب نقص المعرفة بأداة معينة؛ ولكن يجب أن تكون قادرًا على تعلم تلك الأداة ووضعها في خططك للتعلم المستمر. وإذا حدث وعرض عليك مشروعًا يحتاج إلى أداة معينة واضطررت للاعتذار عنه بسبب نقص معرفتك بهذه الأداة، فيجب أن تأخذ في الاعتبار الحصول على تدريب عليها في أقرب فرصة ممكنة. لا تدع نفسك تتخلف عن السوق والزملاء.
تعلم باستمرار واسع دائمًا لاكتساب المزيد من المعرفة في مجال تخصصك، ولا تجعل العمر أو المسافة أو ضيق الوقت يكونون عقبة في طريقك. تأكد من أنه يمكنك تعلم أي تقنية أو علم جديد، فأنت تحتاج فقط إلى السعي والرغبة في كسر كل هذه الحواجز.
لا تجعل الجهل عقبة في طريقك
ومن الأمور الأخرى التي قد تقابلك في عملك في مجال الترجمة وستتطلب منك بذل بعض الجهد الإضافي للتعلم هي أنظمة إدارة المشاريع، فمعظم شركات الترجمة الجيدة تمتلك نظام إدارة للمشاريع خاص بها، وهو يحتاج أيضًا إلى التعلم والتدريب للتعامل معه بشكل جيد.
ولكن من المؤسف أن بعض المترجمين برفضون التعامل مع هذه الأنظمة حيث يعتقدون أنها معقدة ويصرون على استخدام الأساليب القديمة لتنظيم العمل مثل البريد الإلكتروني وغيره بحجة أنها أسهل في الاستخدام. ولكن هذا الإصرار على استخدام أساليب إدارة المشاريع القديمة سيترك انطباعًا سيئا لدى شركات الترجمة عن قدراتك واحترافيتك.
ونحن في مجموعة الأندلس للترجمة الإسلامية نقدر المحترفين الذين يمكنهم التعامل مع أنظمتنا وتقنياتنا والقادرين على تعلم علوم جديدة في مجال تخصصهم ونسعى لتيسير الأمور عليهم وتقديم الفرص لهم، ولذلك نقدم التدريب والدورات في جميع المجالات التي نعمل فيها والتي تخص مجال الترجمة والتعليق الصوتي من خلال جامعتنا الخاصة، حيث نقدم الفرصة للعاملين معنا لتطوير حياتهم المهنية واكتساب المزيد من المعرفة.
نحن حريصون جدًا على أن يكون المتخصصون لدينا على أعلى مستوى، ومستعدين دائمًا لمواجهة التحديات الجديدة التي نواجهها في كل مشروع جديد. امتلاك هذه العقلية سيمكنك من الحصول على أقصى استفادة من عملك والوصول إلى أعلى المستويات في حياتك المهنية وسيجعللك دائمًا في المقدمة ومطلب من شكرات الترجمة وقدوة لزملاءك العاملين في نفس المجال.
بقلم: حسام الشرقاوي
رئيس مجلس إدارة مجموعة الأندلس للترجمة